أن الكسوة في هذا اليوم تسدل عليها من أعلاها، ولا تسبل حتى تصل إلى منتهاها على العادة وهي شاذروان الكعبة إلا بعد أيام من النحر، ويأخذ سدنتها بنو شيبة يوم النحر ما بقي على الكعبة من كسوتها القديمة وهي مقدار نصفها الأعلى، وأخذهم للنصف الأسفل في سابع عشر ذي القعدة من كل سنة.
وذكر ابن جبير في أخبار رحلته ما يفهم أن كسوة الكعبة تشمر في اليوم السابع والعشرين من ذي القعدة ولا تقطع؛ لأنه قال بعد أن ذكر فتح الكعبة في هذا اليوم فتحا عاما للسرور: في هذا اليوم المذكور، الذي هو السابع والعشرون من ذي القعدة، شمرت أستار الكعبة المقدسة إلى نحو قامة ونصف من الجدار من الجوانب الأربعة، ويسمون ذلك إحراما لها، فيقولون: أحرمت الكعبة. وبهذا جرت العادة دائما في الوقت المذكور من الشهر. انتهى.
في هذا مخالفة لما يفعله الحجبة اليوم من وجهين:
أحدهما: أنهم يشمرون كسوة الكعبة في اليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة في كل سنة من جوانبها الأربعة إلى عتبة الباب السفلى، وكانوا يصنعون ذلك بعد العصر في هذا اليوم، ثم صاروا يصنعونه في أول النهار.
والوجه الثاني: أنهم في اليوم السابع والعشرين من ذي القعدة في كل سنة يقطعون كسوة الكعبة من فوق الباب مع ما شمروه من قبل.
وكلام ابن جبير لا يقتضي قطع ذلك في السابع والعشرين وإنما يقتضي تشميره فيه، ولعل ذلك لكون الحجاج الذين تكثر رغبتهم في تحصيل كسوة الكعبة