ذلك إلا أخوه الملك الناصر حسن، إلا أن كسوته لم تكن لظاهر الكعبة وإنما هي لباطنها، وهي الكسوة التي في جوفها الآن.
وبلغني أنها كانت أطول من هذا بحيث تصل إلى الأرض، وهي الآن ساترة لمقدار النصف الأعلى وسقفها، وهي حرير أسود وفيها جامات مزركشة بالذهب ما خلا شقة من السقف بين الأسطوانتين اللتين تليان الباب، فإنها كمخة حرير حمراء، وفي وسطها جامة كبيرة مزركشة بالذهب، وكان إرسال السلطان حسن بهذه الكسوة في سنة إحدى وستين وسبعمائة.
وبلغني أنه كان في جوف الكعبة قبلها كسوة للملك المظفر صاحب اليمن، والملك المظفر أول من كسا الكعبة من الملوك بعد انقضاء دولة بني العباس من بغداد، وذلك في سنة تسع وخمسين وستمائة، واستمر يكسوها عدة سنين مع ملوك مصر، وانفرد بكسوتها في بعض السنين، وكان المستولي لذلك غالبا.
وأول من كساها من ملوك مصر بعد بني العباس الملك الظاهر بيبرس البندقداري الصالحي، وأول سنة كسا فيها الكعبة سنة إحدى وستين وستمائة.
وممن كسا الكعبة من غير الملوك الشيخ أبو القاسم رامشت صاحب الرباط بمكة، كساها من الخيرات وغيرها، فكانت كسوته بثمانية عشر ألف دينار مغربية، على ما قال ابن الأثير، وقيل بأربعة آلاف دينار، وذلك في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
والكعبة تكسى في عصرنا هذا يوم النحر من كل سنة، إلا