الجانب اليماني: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (?)، وفي الجانب الشامي اسم صاحب مصر وأمره بعمل الكسوة، وهذا الطراز المذكور في نحو الربع الأعلى من البيت.
وذكر بعض العلماء حكمة حسنة في سواد كسوة الكعبة؛ لأنا روينا عن ابن أبي الصيف مفتي مكة، أن بعض شيوخه قال له: يا محمد تدري لم كسي البيت السواد؟ فقال: لا، قال: كأنه يشير إلى أنه فقد أناسا كانوا حوله، فلبس السواد حزنا عليهم، وهذا معنى كلام ابن أبي الصيف.
ولمهلهل الدمياطي الشاعر في سواد كسوة الكعبة والقفل:
يروق لي منظر البيت العتيق إذا ... بدا لطرفي في الإصباح والطفل
كأن حليتها السوداء قد نسجت ... من حبة القلب أو من أسود المقل
وكسوتها في هذه السنة وفيما قبلها من سبعين سنة من الوقف الذي وقفه السلطان الملك الصالح إسماعيل ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون صاحب مصر أيام سلطنته على كسوة الكعبة في كل سنة، وعلى كسوة الحجرة النبوية والمنبر النبوي في كل خمس سنين مرة.
وهذا الوقف قرية بنواحي القاهرة في طرف القليوبية مما يلي القاهرة، اشتراها الملك الصالح من بيت المال ووقفها على ما ذكر فيها. ولم يكسها أحد من الملوك بعد