شديد الأسف فإن قوادح التوحيد، ومنقصاته صارت عند كثير من الناس من أخفى المعاصي معنى، وإن كانت من أخطرها حكما، فلظهور حكمها ترى المسلمين عامتهم يتبرءون منها، ويغضبون كل الغضب إذا نسبوا إليها، وهم في هذا الغضب محقون، ولكن لخفاء معناها وقع فيها من لا يشعرون.

ولقد قرر أهل العلم أن الخوض في قوادح التوحيد والحديث عن مظاهر الشرك هي منهج القرآن الكريم؟ وذلك من أجل تحذير المسلمين، وليس من أجل الحكم عليهم به؛ فأهل السنة والجماعة لا يكفرون أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله، وما زال أهل العلم يتكلمون عن أحكام الردة، وأسبابها، وطرق الزيغ والضلال، والتحذير منها. فمن غيم العقيدة الصحيحة، وعلمها، ودل عليها، ونبه إلى طرق الزيغ والكفر والبدع فقد سلك مسلك حق، ونهج منهج رشد؛ ولهذا فيتعين العناية بالأصول، وما يحتاجه الناس والناشئة، من التفصيل في التوحيد وأنواعه، وحقوقه، وبيان ضده من الشرك، وأنواعه، ومظاهره، وأسبابه، ولا بد من أخذ الناس بفهم الأدلة على ما نطق به القرآن، ونبه عليه؛ إذ هو بين واضح يدرك ببداهة العقل لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

ولهذا يتعين إخلاص الدين لله وتحقيق التوحيد وعبادة الله والمسارعة إلى فعل الخير. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. والحمد لله رب العالمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015