في كتابه المحكم كلا نصيبه فقال: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (?) وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (?) كل ذلك من أعمال الجسد، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} (?) فنص على أن الصلاة لا بد أن تكون عن تعقل وشعور، وذلك من أعمال العقل، وقال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} (?) {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (?) والخشوع من أعمال القلب، وقال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (?) والخوف والطمع من أعمال القلب.

ثم إن الصلاة تجمع بين الانعزال عن الحياة والاندماج فيها، انعزال عنها بأداء الصلاة والانشغال بها وترك ما يشغل الإنسان من عمل أو تجارة، وفي أثنائها يسمع قراءة القرآن، ويدعو ربه، والاستماع تعلم وتذكر يعود عليه بالنفع في حياته اليومية، وصلاة النهار في السر عندما ترتفع أصوات الناس بالحوار والحديث، وصلاة الليل جهرية عندما يهدأ الناس، وبهذا كان فيها خروج عن مألوف عمله حتى في درجة الصوت، ثم عودة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015