وفي الصلاة من الحج التوجه إلى بيت الله، فالحج شعار الأمة كلها في هذه البقاع، فهو التلبية بالتوحيد، ونفي الشرك «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك (?)».
وإذن فالنطق بالشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج إنما شرعت للتقرب إلى الله، والرجوع إليه، وإفراده بالتعظيم والإجلال، ومطابقة القلب للجوارح من الطاعة والانقياد، وفيما أثر عن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في الورد اليومي: «أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما، وما كان من المشركين (?)».
وفي دعاء المصطفى -عليه الصلاة والسلام-: «اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك مما لا أعلم (?)».
ثم إن الصلاة عمل يشترك فيه الجسم واللسان والعقل والقلب، ولكل منها نصيب غير منقوص، وكل فيها ممثل تمثيلا حكيما عادلا؛ فللجسم قيام وركوع وسجود وانتصاب وانحناء، وللسان تلاوة وتسبيح، وللعقل تفكر وتدبر وتفهم وتفقه، وللقلب خشوع ورقة وطمع في المزيد من فضل الله، وقد أعطى الله تعالى