إلى الحياة بزاد يغذي القلب والفكر ويزكي الخلق، ولهذا كان من قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: «أرحنا بالصلاة يا بلال (?)».
ويستحب للعابد أن يكثر فيها الدعاء وبخاصة في السجود، وخاتمة التشهد، وبعد السلام، يقول -عليه الصلاة والسلام-: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد (?)».
ويقول الله عن الصلاة، وكيف أنها تعين على أمر الحياة: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ} (?) {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} (?) {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (?).
فلهذا لم تكن هذه الأدلة المتكاثرة والحجج المتظاهرة والبراهين المتوافرة إلا لعظم الأمر، وخطر شأن القضية، وشدة شأن الخوف على الناس من الانحراف، والقلوب من الزيغ، ولماذا لا يخاف عليهم والشياطين ما فتأت تترصد لبني آدم تجتالهم، وتغويهم، وفي الحديث القدسي: «خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطان (?)».