كان خارجها فقلبه دائما في المسجد لمحبته لعبادة الله تعالى، واللذان تحابا في الله من أجل الصفات الدينية والالتزامات الشرعية ولم يكن لغرض دنيوي ولم يفرق بينهما شئ إلا الموت، ومن حصن نفسه من الزنا وإن تيسر له ذلك ودعي إليه وكانت دوافعه من الجمال أو الأصل أو الشرف، والذي أنفق المال على حبه وابتعد عن موطن الرياء والسمعة فدفع ذلك خفية يرجو ثواب ربه، ومن ابتعد عن الناس وتفكر في هذه المخلوقات وفي الآيات الكونية، أو بلسانه بآيات الله التنزيلية فبكى من خشية الله والخوف من الله، جميعهم يوم القيامة في أمن وأمان لأنهم في ظل الرحمن. نسأل الله أن يجعلنا معهم فهو الكريم المنان.
قال ابن حجر العسقلاني: (قوله: "سبعة" ظاهره اختصاص المذكورين بالثواب المذكور، ووجهه الكرماني: بما محصله أن الطاعة إما أن تكون بين العبد وبين الرب أو بينه وبين الخلق، فالأولى باللسان وهو الذكر، أو بالقلب وهو المعلق بالمسجد، أو بالبدن وهو العفة) (?).
وعن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا، فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه غلام له معه ضمامة (?) من