تحمل السوء والبشارة بالعذاب: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (?)
قال القرطبي: (فتوهم نفسك وأنت بين يدي ربك في يدك صحيفة مخبرة بعملك لا تغادر بلية كتمتها، ولا مخبأة أسررتها، وأنت تقرأ ما فيها بلسان كليل وقلب منكسر والأهوال محدقة بك من بين يديك ومن خلفك، فكم من بلية قد كنت نسيتها ذكركها، وكم من سيئة قد كنت أخفيتها قد أظهرها وأبداها، وكم من عمل ظننت أنه سلم لك وخلص فرده عليك في ذلك الموقف وأحبطه بعد أن كان أملك فيه عظيما، فيا حسرة قلبك ويا أسفك على ما فرطت فيه من طاعة ربك) (?) قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} (?) {إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ} (?)
عرض كتابه على الملأ من الخليقة فرحا مسرورا بنتيجة النجاح، ويود من الجميع أن يطلعوا على ذلك، كما يخبرهم أن نتيجة ذلك لعلمه اليقيني في الدنيا بتحقق هذا اليوم فعمل من الأعمال ما أهله لهذا النجاح.
وقال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ} (?) {وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ} (?) يتمنى المفرط أنه لم يعط كتابه ولم يعلم