يقول: (نفسي نفسي) يرجو النجاة من عذاب الله تعالى الذي لا يغني عنه شيئا إلا الأعمال الصالحة.

قال عكرمة: (يلقى الرجل زوجته فيقول لها: يا هذه أي بعل كنت لك؟ فتقول: نعم البعل كنت وتثني بخير ما استطاعت، فيقول لها: فإني أطلب إليك اليوم حسنة واحدة تهبيها لي لعلي أنجو مما ترين. فتقول له: ما أيسر ما طلبت ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئا أتخوف مثل الذي تخاف. قال: وإن الرجل ليلقى ابنه فيتعلق به، فيقول: يا بني أي والد كنت لك؟ فيثني بخير. فيقول له: يا بني احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى. فيقول ولده: يا أبت ما أيسر ما طلبت ولكني أتخوف مثل الذي تتخوف فلا أستطيع أن أعطيك شيئا) (?).

إنه لمشهد عظيم والأخ يفر من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه بل والرسل الذين هم من أرحم الناس للناس خاصة أولوا العزم منهم وهم يقولون يوم القيامة عندما يستشفع بهم الناس إلى ربهم: (نفسي نفسي) (?) قال الله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} (?) {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} (?) {إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} (?) يوم القيامة لا ينفع قريب قريبه، ولا يدفع عنه شيئا مما يحل به في ذلك اليوم ولا ينفع إلا رحمة أرحم الراحمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015