قال تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} (?) قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى: في الآية سؤالان:
السؤال الأول: ما وجه نفي الأنساب بينهم مع أنها باقية كما دل عليه قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ} (?) {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} (?) {وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ} (?) {وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} (?)؟ ففي هذه الآية ثبوت الأنساب بينهم.
السؤال الثاني: أنه قال: {وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} (?) مع أنه ذكر في آيات أخر أنهم في الآخرة يتساءلون كقوله: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} (?)؟ إلى غير ذلك من الآيات.
الجواب عن السؤال الأول: أن المراد بنفي الأنساب انقطاع آثارها التي كانت مترتبة عليها في دار الدنيا من التفاخر بالآباء والنفع والعواطف والصلات، فكل ذلك ينقطع يوم القيامة، وليس المراد نفي حقيقة الأنساب.
الجواب على السؤال الثاني: من ثلاثة أوجه:
الأول: أن نفي السؤال بعد النفخة الأولى وقبل الثانية وإثباته بعدهما.
وهذا الجواب فيما يظهر لا يخلو من نظر.
الثاني: أن نفي السؤال عند اشتغالهم بالصعق والمحاسبة والجواز على الصراط وإثباته فيما عدا ذلك.
الثالث: أن السؤال المنفي سؤال خاص وهو سؤال بعضهم العفو من