من المعلوم أنه في الحياة الدنيا يحصل التعاطف بين الناس خاصة الأقرباء من الآباء والأبناء والأمهات والإخوان والأصدقاء فيكون الأخذ والعطاء وتبادل المصالح، وقد تحصل المشاحة بين الأقرباء وذلك حسن أحوال الناس.
ولكن يوم القيامة تنقطع الصلة بين الناس في الأخذ والعطاء وحتى بين الأقرباء، الأب وابنه، والأم وابنها، والأخ وأخيه، والصديق وصديقه، وذلك من هول ما يرون ومن أمس الحاجة لما يملكون حيث لا نجاة لأحد إلا بأعماله الصالحة ثم برحمة أرحم الراحمين. وإن كانت المحبة موجودة بين المتقين، والعداوة حاصلة بين الكافرين، وإن كانت صداقة وقربى في الدنيا. قال الله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (?) أما الحسنات فهيهات هيهات أن يعطي أحد أحدا ولو مثقال ذرة ولو كان أقرب قريب أو أصدق صديق. فتغير أحوال الناس التي كانت في الدنيا على بعضهم وذلك يوم القيامة. قال الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ} (?) {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} (?) {وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ} (?) {وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} (?) {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} (?)
إذا كان يوم القيامة وحصل الحق الذي كان يوعده العباد، أصبح لا يعرف أحد أحدا في إسداء معروف، وحتى القريب يهرب من قريبه كل