يخاطب الله تعالى عباده بأن يتقوه وذلك بإخلاص العبادة له دون سواه ويذكرهم بأهوال ما هم قادمون عليه في نهاية الأمر وأنه لا يخلصهم وينجيهم من أهوال وعذاب ذلك إلا هو سبحانه وتعالى إذا كانوا على مرضاته، فبين عز وجل عظم ذلك اليوم وما يحصل فيه من الأهوال العظيمة، التي بسببها تذهل كل مرضعة عما أرضعت، ليكون لها شأن غير ما هو أعظم الشأن عندها وهو ابنها - حيث حنان الأم على الابن وعطفها عليه - فيحصل لها ما يشغلها عن ذلك عندما ترجف الأرض وتتحرك وتزحزح عن موضعها، وتغير ما كان معتادا عند الإنسان بتغيرات ما يحصل في يوم القيامة من الأهوال، وتضع الحوامل حملها من شدة الخوف والرعب والفزع من جراء ذلك، وكذا الناس جميعا يصبحون في حال من شرب السكر وذهب عقله وإن لم يكونوا كذلك، ولكن من شدة الهول والفزع والخوف الذي أصابهم وحتى أصبحوا بتلك الحال. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى: (ذلك بأنها إذا وقعت الساعة رجفت الأرض وزلزلت زلزالها وتصدعت الجبال واندكت وكانت كثيبا مهيلا ثم كانت هباء منثورا، ثم انقسم الناس ثلاثة أزواج. فهناك تنفطر السماء، وتكور الشمس والقمر وتنتثر النجوم ويكون من القلاقل والبلابل ما