فهم عند ما يخرجون من قبورهم وتسري فيهم أرواحهم ويرون الأهوال العظيمة في أنفسهم وهم حفاة عراة، وفي الكائنات الأخرى، فلا يدرون أين يذهبون أو يتجهون يموج بعضهم في بعض مثل الفراش في تداخل بعضه في بعض، فهم يتطلعون إلى ما سيكون من خالقهم حيث الانقطاع من الدنيا - دار الغرور - والرجوع إليه سبحانه وتعالى حفاة عراة لا طعام ولا شراب، ولا ظهير ولا نصير، انقطعت عنهم الأسباب، وتفرقت بهم السبل لا ينفع حبيب حبيبا، الجميع مستسلمون لأمر رب الأرباب، منتظرون ما سيكون في الحساب وما بعد الحساب.