فيه السلام النفسي والذي ينشدونه، وأصبح من المألوف الآن إذا ترددت على المسجد في لندن أو أحد المساجد الأخرى أن ترى شخصا أو أشخاصا من الإنجليز يقفون لله خاشعين وكثير منهم يتسابق على أداء الأذان في أوقات الصلوات حتى يملأ بكلمات الله سمعه وبصره وقلبه وجوارحه.
وقد لوحظ أيضا أن المقبلين على الإسلام من الإنجليز يمثلون كل المستويات الفكرية والاجتماعية فمنهم الأستاذ في الجامعة، ومنهم الطالب ومنهم رجل الأعمال، ومنهم الكاتب وصاحب الحرفة، والرجل والمرأة والشاب والفتاة
وما يتصل بهذه الظاهرة أن القائمين على أمر الثقافة والتوجيه الديني لم يجدوا، مفرا من أن ينظموا دراسات ومحاضرات في مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم وكنائسهم تتحدث عن الإسلام وتعرض مثله وعقائده يحضرها عدد كبير كلهم من الشباب، وقد رأوا أن من الخير لهم أن تنظم هذه الدعوات تحت إشرافهم حتى لا يفلت الزمام من أيديهم.
ومن المألوف الآن أن تجد في كل مدرسة ثانوية قسما للدراسات الدينية يقوم عليه أحد الأساتذة بالمدرسة أو المعهد ويقدم لهم دراسات عن كل دين ثم يدعون متحدثا من أهل الدين ذاته يحدثهم عن الإسلام إن كان مسلما وعن غيره إن كان غير مسلم، وعادة ما يعقب هذه المحاضرات أسئلة تعكس رغبة الشباب في المعرفة وتطلعهم إلى الوقوف على ما يدور من حولهم من مبادئ وعقائد وفلسفات، وبالطبع فإن ما يعقب هذه المحاضرات. . يكشف عن مدى الأثر الذي أحدثته إذ يتلقى المركز الإسلامي عددا من الرسائل تسأل عن كتب تتحدث عن الإسلام وعقيدته.
وقد لوحظ أيضا أن جانب العقيدة في الإسلام هو الذي يتطلع السائلون إلى معرفته وأن الجانب الروحي فيه هو الذي يحظى بالاهتمام والدراسة أكثر من غيره.
والذي أحب أن أنبه عليه هنا أنه على الرغم من وجود هذه الظاهرة بين الإنجليز وجذب الإسلام لعدد منهم، فإن كثيرا من المسلمين الوافدين الذين اتخذوا من بلاد الإنجليز لهم دارا، قد ذهبت صلتهم بالإسلام وشغلتهم الحياة فانساقوا يقلدون الإنجليز في أسلوب حياتهم وانعكس ذلك الأثر السيئ على أولادهم فلم يبق لهم من الإسلام إلا أسماؤهم، وهذا ما يدعونا إلى العمل الجاد للبحث عن وسيلة نحمي بها أمثال هؤلاء من الضياع الذي يتهددهم، ويحفظ على الأجيال الناشئة منهم دينهم وعقيدتهم بربطهم بثقافتهم ومثلهم وأخلاقهم وهذا يدعونا أن نتحدث عن المشاكل التي تواجه المسلمين في إنجلترا.