إننا نجد المسلم في هذه البلاد يواجه بلون من الحياة تختلف كل الاختلاف عما عهده في بلاده ويضطر إلى الحياة في مجتمع له من المثل والأخلاق والتقاليد والعقائد ما يقف على طرف النقيض من مثله وأخلاقه وعقائده ويصاب لهذا بنوع من الضيق والحيرة ويحاول البحث عن مخرج من هذه الصعوبات وبعضهم لا يلبث أن يتغلب على ما يواجه من عقبات ويشق طريقه ويحتفظ بدينه ومثله وأخلاقه، إلا أن كثيرا منهم تأخذ بلبه المغريات، ويؤثر الحياة السهلة على المشقة في تحقيق نموذج يتفق مع عقيدته ويستنيم إلى الراحة، فيجرفه التيار ويخوض مع الناس فيما يخوضون فيه ويشاركهم في تفكيرهم وطعامهم وشرابهم ومنهج حياتهم، ولا فرق بينه وبينهم إلا في لون بشرته واسمه إن آثر الاحتفاظ به
والصعوبات التي تعترض المسلم ويمكن أن نسميها مشاكل هي: الطعام والشراب. . التعليم والتربية. . المساجد والوسائل التي تعين على القيام بواجباته الدينية
والصعوبة الأولى هي أقلها إذ تلبث الجماعات الإسلامية أن أنشأت لنفسها أماكن تشتري منها ما تحتاجه من طعام وشراب لا يحرمه الإسلام فأنشئت المتاجر والمجازر والمطاعم للإيفاء بهذا الغرض وساعد على سهولة التغلب على هذه الصعوبة أن العمل فيها يدر على القائمين به ربحا وفيرا، إلا أن كثيرين منهم نسي الهدف الديني من عمله واهتم بجانب المنفعة المادية، وحرصا منه على زيادة الربح استباح لنفسه أن يقدم في مطعمه المشروبات المحرمة، فإذا ما لفت نظره إلى ذلك العمل الذي لا يتفق مع الإسلام انتحل لنفسه المعاذير بأنه يعيش في مجتمع غير إسلامي ويأتيه أناس غير مسلمين يرغبون في هذا الشراب، وواضح أنها مجرد معاذير يقدمها لك حتى تكف عنه - وهذه ولا شك ظاهرة مؤسفة.
التعليم هو مشكلة المشاكل التي تواجه النشء الجديد في إنجلترا حيث يذهب الطفل إلى المدرسة من سن الخامسة ويتلقى منذ البداية فيما يتلقى التعاليم المسيحية وتراثها مع مجموعة الأطفال الآخرين والمدرسة تقدم للأطفال هذه التراتيل تلقائيا لأنه جزء من منهاجها، وتزيد المدارس التابعة للكنيسة أن تأخذ الأطفال إلى الكنيسة مباشرة ولا تتسامح مدارس الكنيسة في الإعفاء من الذهاب إلى الكنيسة، والأب السعيد هو الذي يتنبه إلى الأمر منذ البداية فيستطيع أن يحول بين طفله وبين الانتساب إلى مدارس الكنيسة، ويقدم لطفله منذ اللحظة الأولى المعلومات التي تشعره أنه مسلم وأن ما يقوله الإنجليز لأبنائهم غير ما نقوله نحن لأبنائنا، ومن حق الأب المسلم في مدارس