إن الإسلام سياج الإنسان مهما كان الإنسان وفي أي مكان كان الإنسان وفي أي زمان يعيش فيه الإنسان، إنه يحمي الإنسان من الذل والخضوع لغير الله، ويحمي الإنسان ممن يعتدي على نفسه بغيا وعدوانا، ويحمي عقل الإنسان من أسباب التغير والزوال، ويحمي الإنسان من الاعتداء على عرضه بما يدنسه ويخدش كرامته، ويحمي مال الإنسان من أخذه عليه بغير حق ظلما وعدوانا، ولهذا فغالب تشريعاته تدور حول هذه الأمور الضرورية الخمسة لحياة الإنسان وفي حياة الإنسان - الدين، النفس، العقل، العرض، المال، فإذا قلنا: إن الإسلام سياج الإنسان فإنا نعني بذلك أن الإنسان مهما كان إنسانا فهو يحترم من يحترم له هذه الضروريات الخمس ويدافع معه في سبيلها وهذا بكل تأكيد يفسر لنا وجه الإقبال على اعتناق الإسلام ويؤكد علينا معشر المسلمين مسئوليتنا في سبيل الدعوة إلى الله والأخذ بأسباب قبول الدعوة بإصلاح المجتمعات الإسلامية لتكون صورا مشرفة للإسلام ولأهل الإسلام بالعناية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تكون الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وأن يكون الداعي على مستوى من العلم والخلق والاستقامة يغري بقبول دعوته، واعتباره قدوة يحتذى حذوه ويسلك طريقه، وأن يبذل النفيس من مال وجهد في سبيل الدعوة إلى الله تعالى والترغيب فيها وإليها فهي طريق أنبياء الله ورسله وعباده الصالحين.
إن غالب المجتمعات الإسلامية ومع كل أسف وامتعاض لتسيء إلى الإسلام وتعطي صورا سيئة عن الإسلام، فالإسلام يعتبر الزنا فاحشة ومقتا وساء سبيلا، ويعتبر السرقة عدوانا أثيما ويعتبر الخمر رجسا من عمل الشيطان، ويعتبر الربا محاربة لله ولرسوله وأكلا لأموال الناس بالباطل، ويعتبر الغش والخيانة والغدر ونقض العهود والمواثيق بغير حق صفات ذميمة لا ينبغي لمسلم أن يتصف بها ولا بواحدة منها، ويعتبر التفرق عن جماعة المسلمين شذوذا وفشلا تذهب به الريح، ومع هذا كله فمجتمعات المسلمين في الغالب خاربة بهذه المسالك الملتوية وبتلك القاذورات المسيئة إلى الإسلام وإلى الدعاة إلى الإسلام فعلينا معشر الدعاة إلى الإسلام أن نأخذ في الاعتبار في سبيل الدعوة إلى الإسلام هذا الوضع المؤلم وأن نصلحه حتى لا نكون في عداد من قال الله تعالى بشأنهم: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} (?) {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} (?)
إننا نشكر جمعية الثقافة الإسلامية لعموم الهند على إتاحة هذه الفرصة المباركة ونتمنى لها ولمؤتمرها