العزيز التوفيق والنتائج الحميدة للتعريف بهذا الدين الكريم والدعوة إليه، ففي التاريخ الإسلامي صفحات ناصعة تسجل ما للأمة الإسلامية من أرض الهند وفي أرض الهند من جهود عظيمة ومساع مشكورة في سبيل نشر الإسلام والدعوة إلى الإسلام وما لها من آثار علمية في مجالات مختلفة من علوم الشريعة الإسلامية ومعارفها.
ولهذه المدينة العريقة في مجال الطبع والنشر - حيدر آباد - دور كبير في التعريف بالإسلام ونشر ذخائره وكنوزه يعرفه لها علماء الإسلام في كل مكان، ولعل اختيارها لتكون مقرا لانعقاد هذا المؤتمر جزء من الاعتراف والتسليم لها بالجميل.
وقبل أن ننهي كلمتنا في هذه المناسبة الفريدة يجمل بنا أن نغتنم فرصتها للإشارة إلى بعض من ملامح العلاقات بين الهند والبلاد العربية.
لئن كانت العلاقات بين الهند والبلاد العربية بعد الإسلام موجودة وبشكل واسع وفي مجالات مختلفة فإن لهذه العلاقات امتدادا تاريخيا قبل الإسلام، فقد كان العرب يستوردون السيوف الصقيلة الجيدة من الهند، وسموا السيف بالمهند، كما كانوا يستوردون البخور ويسمونه العود الهندي، ومن أسماء نساء العرب هند، ولعل ذلك كان استلطافا لما كان يأتيهم من الهند ولهم مع الهند علاقات ثقافية توجد آثارها في مراكز الحضارة في البلاد العربية مثل العراق وأطراف الجزيرة وغيرها.
وعندما دخل الإسلام إلى الهند لأول مرة في تاريخه ونجاحه في جنوب الهند رحب به أهل الهند ووجدوا فيه دينا من أهم مقوماته وحدة المسلمين والتساوي بين جميع أفراد أهله، ونقتبس نصا مما قاله الرئيس الراحل جواهر لال نهرو عن الإسلام.
" إن دخول الإسلام له أهمية كبرى في تاريخ الهند إذ أنه قد فضح الفساد الذي كان قد انتشر في المجتمع الهندوكي الذين كانوا قد أظهروا فروق الطبقات واختفاء المنبوذين وحب الاعتزال عن العالم الذي كان تعيش فيه الهند، إن نظرية الأخوة الإسلامية والمساواة التي كان يؤمن بها المسلمون أثرت في أذهان الهندوس تأثيرا عميقا وكان أكثر خضوعا لهذا التأثير البؤساء الذين حرمهم المجتمع الهندي من المساواة والتمتع بالحقوق الإنسانية " اهـ (?).
ثم توالت الصلاة الثقافية والتجارية وغيرها وقويت متانة ونموا بين الشعبين الهندي والعربي عندما قويت التجارة بينهم من جهة وعندما وفد إلى البلاد الإسلامية عدد كبير من أهل الهند وساهموا مساهمة جادة ونشطة في بناء المجتمع الإسلامي والحضارة، فكان منهم قواد مثل السندي بن شاهين، وعلماء مبرزون مثل الأوزاعي.
إننا لو أردنا أن نستعرض العلاقات العربية الهندية في مجالات الحياة المختلفة لاحتجنا الوقت الكثير