إن المكتبة الإسلامية مليئة بكنوز العلم والمعرفة في شتى مجالات العقيدة والعلم والحياة وإن التجارب الناجحة لاعتقاد أن الشريعة الإسلامية وحدة متكاملة قادرة بمختلف الإمكانيات على قيادة المجتمع الإنساني إلى أسمى خلق وأرفع قدر وأقوى شكيمة وأشمل هيبة وأنفذ سلطان، وعلى إعطاء الفرد في أي مجتمع يدين بها حقوقا تعجز عن تحقيقها له أدنى التشريعات الأخرى. إن التجارب الناجحة لتؤكد ذلك وإن التاريخ الإنساني ليسجل للإسلام أنصع صفحات العز والرفعة وسعة السلطان حينما كانت كلمة الفصل للإسلام والرجوع عند الاختلاف إلى الإسلام والاعتزاز والافتخار في مجالات التفاخر والتفاضل بالإسلام والاستهانة بالمال والنفس والولد في سبيل إعلاء كلمة الإسلام.

إن المسلمين الآن أحوج ما يكونون إلى الإسلام فلقد تفرقوا عن الإسلام فاستعبدتهم المدنية وأذلتهم المادية فهانت نفوسهم وضعفت عزائمهم وتشتت كلمتهم وانقسموا إلى فرق وطوائف سهلت لعدوهم الطمع فيهم فاغتصبوا حقوقهم، وألبوا عليهم شرارهم ليسهل لهم الارتماء في أحضانهم فأصبح اعتماد المسلمين اليوم على الشرق أو الغرب لا على رب المشرقين والمغربين، فأذلوهم وخذلوهم وصدق رسول رب العالمين فيما يبلغه عن ربه: «من عصاني وهو يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني».

فإذا لم يرجع المسلمون إلى ربهم ويعملوا بمقتضى الشهادة لوحدانيته تعالى وبرسالة رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - وينيبوا إلى الله ويسلموا له، فيسلكون سبيل ما صلح به أسلافهم فليس لسنة الله تحويلا قال تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} (?) وقال: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} (?) وقال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} (?)

إن الدين الإسلامي ليس كغيره من المذاهب العقائدية أو السياسية أو الاجتماعية يرتكز على نعرات طائفية أو صفات عنصرية أو قوميات جنسية وإنما هو دين حنيف يدعو إلى عبادة الله وحده خالق الكون ذي الجلال والإكرام ذي المنع والعطاء والنفع والضر، ويقرر في أنصع عبارة وأوضح بيان كرامة الإنسان على ربه وكرامته على بني جنسه قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015