وكانت ميزة تفرد بها العلم العربي. أهـ.
ويقول كاريسنكي: إن الخدمات التي أداها العرب للعلوم غير مقدرة حق قدرها من المؤرخين، وإن البحوث الحديثة قد دلت على عظم ديننا للعلماء المسلمين الذين نشروا نور العلم بينما كانت أوروبا غارقة في ظلمات القرون الوسطى، وإن العرب لم يقتصروا على نقل علوم الإغريق بل زادوا عليها وقاموا بإضافات هامة في ميادين مختلفة أهـ.
وجاء في مقدمة أحد كتب الكيمياء لأحد علماء الغرب ما نصه:
إنكم يا معشر اللاتينيين لا تعرفون بعد ما هي الكيمياء ولا ما تراكيبها وأصولها وسترون ذلك مشروحا في هذا الكتاب الذي ننقله عن العربية أهـ.
وقال كاليجوري: إن العقل ليرتعش دهشا عندما يرى ما عمله العلماء العرب في الجبر، وهم أول من أطلق لفظ الجبر على العلم المعروف، وهم أول من ألف فيه بطريقة علمية منظمة أهـ.
ويقول المستشرق سخاو عن البيروني أحد علماء الإسلام إنه أكبر عقلية علمية في التاريخ، وإنه من أضخم العقول التي ظهرت في العالم، وإنه أعظم علماء عصره، ومن أعظم العلماء في كل العصور أهـ.
ويقول المستشرق الأمريكي أبو يوبوب:
إن أي قائمة تحوي أسماء أكابر علماء يجب أن يكون اسم البيروني في مكانه الرفيع ومن المستحيل أن يكتمل أي بحث في الرياضيات أو الفلك أو الجغرافيا أو علم الإنسان أو المعادن دون الإقرار بمساهمته العظيمة في كل علم من تلك العلوم أهـ.
إننا لسنا في شك في الشريعة الإسلامية وموقفها الإيجابي المشرف من المعارف والعلوم الإنسانية والطبيعية ومدى مقدرتها العظيمة في سبيل احتضان العلم والأخذ بأهله إلى أمكنتهم الرفيعة في طبقات المجتمع، إننا لسنا في شك فيها حتى نطلب الشهادة لها بذلك فلقد اختارها الله تعالى لعباده شريعة ورضيها لهم دينا وأسقط من الاعتبار ما عداها من الأديان فقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (?) وقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} (?)