أما الإيمان بالله ففي قوله -عز وجل-: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (?) فإن إيجاب الحمد لله -عز وجل- يقتضي أنه موجود مستحق له.
وأما الإيمان بالملائكة فهو في ضمن قوله -عز وجل-: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} (?) إذ العالمون من سوى الله -عز وجل-، ومنهم الملائكة، وأيضا في ضمن قوله -عز وجل-: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (?) ومن جملة المنعم عليهم ذوي الصراط المستقيم الملائكة، لقوله -عز وجل- في صفتهم: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (?) وهذا هو مقصود الصراط المستقيم.
وأما الإيمان بالكتب فقد تضمنه قوله -عز وجل-: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (?) وهو القرآن في أحد الأقوال (?)، وهي متلازمة: فالقرآن مراد على تجميعها قصدا أو التزاما، وسؤال الهداية يستلزم الإيمان به، إذ من لا يؤمن بشيء لا يسأل الهداية إليه، والإيمان به يستلزم الإيمان بجميع كتب الله -عز وجل-، لأنه موافق مصدق لها، آمر بالإيمان بها.
وأما الإيمان بالرسل: فقد تضمنه قوله -عز وجل-: {رَبِّ ابْنِ} (?) إذ هم صفوة العالمين، وأبين منه قوله -عز وجل-: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (?) لأن الرسل صفوة المنعم عليهم. وقد بين الله -عز وجل- ذلك في قوله -عز وجل-: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ} (?) الآية. فبدأ بهم: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ} (?)، {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} (?)، {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} (?) الآيات ونحوها.