ولما رأى العلماء حسن نظمها- وقفوا أمام معانيها مشدودين، وعن محاكاتها عاجزين، لهجت ألسنتهم بالثناء العطر عليها وعلى مؤلفها.
قال أبو شامة: " وهي أول مصنف وجيز، يعني الشاطبية، حفظته بعد الكتاب العزيز، وذلك قبل بلوغ الحلم وجريان القلم، ولم أزل، من ذلك إلى الآن، طالبا إتقان معرفة ما احتوت عليه من المعاني، وإبراز ما أودع في ذلك الحرز من الأماني، وكل حين ينفتح لي من فوائدها باب، ومن معانيها ما لم يكن في حساب " (?).
وقال ابن خلكان في وصف حرز الأماني: " أبو القاسم الشاطبي صاحب القصيدة التي سماها "حرز الأماني ووجه التهاني " في القراءات، وعدتها ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتا، ولقد أبدع فيها كل الإبداع، وهي عمدة قراء هذا الزمان في نقلهم، فقل من يشتغل بالقراءات إلا ويقدم حفظها ومعرفتها، وهي مشتملة على رموز عجيبة وإشارات خفية لطيفة، وما أظنها سبق أسلوبها " (?).
وقال عنها الحافظ ابن كثير: " لم يسبق إليها، ولا يلحق فيها، وفيها من الرموز كنوز لا يهتدي إليها إلا كل ناقد بصير " (?).
وقال الحافظ الذهبي عنها، وعن العقيلة الآتي ذكرها: " وقد سارت الركبان بقصيدته، حرز الأماني، وعقيلة أتراب القصائد اللتين في القراءات والرسم، وحفظهما خلق لا يحصون، وخضع لهما فحول الشعراء، وكبار البلغاء، وحذاق القراء، ولقد أودع وأوجز وسهل الصعب " (?).
وقال صلاح الدين الصفدي، عن حرز الأماني والعقلية: " وقصيدتاه في القراءات والرسم، تدلان على تبحره، وقد سارت بهما الركبان، وخضع لهما فحول الشعراء " (?).