ميمونة الجلا: مباركة البروز.
يعني: وفق الله الكريم، بإنعامه العميم، منشئ هذه القصيدة لإتمامها واتساق نظامها، حال كونها عروسا حسناء مباركة البروز والجلاء، من يتعلمها ينال منها ميامن وبركات، ولو لم تكن إلا كثرة الفوائد والنكات " (?).
قال أبو شامة عند شرحه لهذا البيت: " وصدق رضي الله عنه؛ فإن بركاتها عمت، ولو لم يكن إلا كثرة الفوائد الحاصلة من ناظمها " (?).
وقوله رحمه الله:
وقد كسيت منها المعاني عناية ... كما عريت عن كل عوراء مفصلا (?)
قال الموصلي في شرحه: " يقول أعتني بمعاني هذه القصيدة، وقد كسيت عناية، فجاءت شريفة المعاني لطيفة المباني، وعريت مفاصلها؛ أي قوافيها أو جميع أجزائها، عن كل كلمة عوراء، وعبارة شنعاء، تعيب معانيها، أو تقبح ألفاظها ومبانيها، ومقابلة الكسور بالعري من لطيف الصنائع " (?).
قال أبو شامة: " جعلها عروسا حسناء، ميمونة الجلوة، منزهة المفاصل عن العيوب، على طولها وصعوبة مسلكها، وغيره ينظم أرجوزة، يعنى على قواف شتى، فيضطره النظم إلى أن يأتي في قوافيها ومقاطعها وأجزائها بما تمجه الأسماع " (?).
وبعد: فهذا غيض من فيض معانيها، ولو أطلق للقلم عنانه في خوض غمار بحرها الطويل - لاحتاج ذلك إلى وقت غير يسير ولعاد بعد كل ذلك وهو حسير.