وقال ابن الجزري، عن حرز الأماني: " ومن وقف على قصيدته - علم مقدار ما آتاه الله في ذلك، خصوصا اللامية، التي عجز البلغاء من بعده عن معارضتها؛ فإنه لا يعرف مقدارها، إلا من نظم على منوالها، أو قابل بينها وبين ما نظم على طريقها " (?).
ونقل القسطلاني، عن بعضهم، أنه قال في الحرز: " لقد أحرز على القراء ما كان شارحا بحرز الأماني، وهنأهم بنيل مقصودهم بوجه التهاني؛ فيالها من تهنئة شرفت بها النفوس، وزكت واهتزت طربا عند سماعها، وسمت وألحقت الصغار بالكبار في حفظ مذاهب القراء أئمة الأعصار! فالشكر لله على هذه المنة " (?).
وقال ابن الجزري، عن الحرز أيضا: " ولقد رزق هذا الكتاب من الشهرة والقبول، ما لا أعلمه لكتاب غيره في هذا الفن، بل أكاد أقول: ولا في غير هذا الفن؛ فإنني لا أحسب أن بلدا من بلاد الإسلام يخلو منه، بل لا أظن أن بيت طالب علم يخلو من نسخة به، ولقد تنافس الناس فيها، ورغبوا من اقتناء النسخ الصحاح بها إلى غاية، حتى إنه كانت عندي نسخة جامعة للامية، بخط الحجيج صاحب السخاوي، مجلدة فأعطيت بوزنها فضة فلم أقبل.
ولقد بالغ الناس في التغالي فيها، وأخذ أقوالها مسلمة، واعتبار ألفاظها منطوقا ومفهوما، حتى خرجوا بذلك عن حد أن تكون لغير معصوم، وتجاوز بعضهم الحد فزعم أن ما فيها هو القراءات السبع، وأن ما عدى ذلك شاذ لا تجوز القراءة به " (?).
قال الجعبري، في مدح حرز الأماني:
إذا ما رمت نقل السبعة الزم ... لتظفر بالتي حرز الأماني
جزى الله المصنف كل خير ... بما أسداه في وجه التهاني