قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت (?)»، وفي حديث أبي الدرداء: «أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسع ". . " وأنفق من طولك على أهلك (?)»، وقال الثوري: " عليك بعمل الأبطال، الكسب من الحلال، والإنفاق على العيال " (?).

ولا تقتصر التربية الأسرية للنشء والعناية بهم، على توفير الأكل والشرب، واللباس والمسكن، بحيث يمكن الاستغناء عنها، بدور المؤسسات والحضانة والملاجئ، وإنما تمتد أهمية الأسرة إلى تربية الأبناء تربية شاملة، للوصول بهم إلى النمو المتكامل، فالطفل يتطلب حاجات فسيولوجية تتعلق بالجسد والأعضاء وحاجات نفسية تتعلق بالشعور والقلب كالحب والتقدير وتأكيد الذات، وحاجات اجتماعية تتعلق بالواقع كالأمن والانتماء والنجاح والاستقلال، وتعلم المعايير السلوكية، واكتساب المعرفة الدينية والتفاعل الاجتماعي والإنساني، قال ابن عمر: " أدب ابنك فإنك مسئول عنه ماذا أدبته وماذا علمته " (?).

وتؤكد الدراسات النفسية (أن الأطفال الذين ينشئون في ظل الأسرة ينمون نموا يفوق الذين ينشئون في ملاجئ الإيداع. والحضانة والمؤسسات، أو على يد الشغالات والمربيات، كما تؤكد تلك الدراسات أن الذين ينشئون بلا أسر، يعانون من الحرمان الانفعالي، والجوع العاطفي، والندوب العقلي، والعجز في الشخصية، وعدم الإحساس بالذات، ولذلك يقوم بعضهم بسلوك عدواني أو سلبي في بعض التصرفات، يفسر بأنه اعتراض منهم على هذا النوع من التربية، بل يمكن القول: إن هذا الوضع المناهض للفطرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015