إعداد الأئمة
وهذا موضوع له خطره وأهميته، فإن القيادة غير المعدة ربما ضرت أكثر مما نفعت وكما يقال: " إن زلة العالم يزل بها عالم "، وحين يضعف الإعداد فما أكثر الزلل ورب زلة واحدة تفتح أبواب فتنة، وأرجو أن تسمح الفرصة بتقديم نموذج يتضح فيه مقصدي: فقد طالعتنا الصحافة بعجائب في الأشهر الماضية تتحدث عن الإسلام بألسنة بعض دعاته تجافي روح الإسلام وأصوله وأسلوبه وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. وإن توفر حسن النية لا يعفي من المسئولية على طول المدى.
ذلك أن خلال موجات الحوار المتبادلة بين رجالات الدين المسلمين والمسيحيين قد عرض بعض دعاتنا موضوعا أسماه (توحيد الإسلام والمسيحية) في لقاء ضم أربعة منهم: عالمان مسلمان وقسان مسيحيان. ونافح فيه ودافع وكرر فكرة " التوحيد بين الديانتين " خلال حديثه خمس مرات فضلا عن العنوان والحوار البناء الذي يكشف عن جوهر الإسلام بالبيان لمن جهل بعض حقائقه أو خفيت عليه بعض حكمه وتشريعاته. والذي يدفع عنه بعض الشبهات التي ألصقها به خصومه يكون جميلا بل هو واجب المسلمين ومسئولية العلماء نحو الحقائق التي شرفهم الله بحمل أمانتها. الحوار الذي أجراه علماؤنا المجاهدون في الرياض وباريس والفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي في جنيف، والمجلس الأوربي في ستراسبورغ حول حقوق الإنسان ومصادر التشريع وموقف الإسلام من العلم وقضية السلام العالمي وقضايا المرأة والأحوال الشخصية وأسلوبه في " وحدة الأسرة البشرية إلخ. . .