الثاني لهم من النساء ومعهن الصغار؛ حيث يخرج سكان البلدة في مهرجان إسلامي وتظاهرة كبيرة تكبر الله الخالق العظيم وتهتف بتوحيده وتصلي على نبيه الأمين إلى المصلى خارج المدينة لتقيم تجمعات إسلامية في كل مدينة وبلدة مسلمة احتفالا بتأدية عبادة الصيام والقيام في شهر القرآن، أو تجاوبا مع لقاء المسلمين في عرفات واحتفالا بالحج لبيت الله الحرام، فيؤدون صلاة العيد، ويستمعون إلى خطبته، ويشهدون جماعة المسلمين على نطاق البلدة أو المدينة، ويشتركون معهم بالأضاحي، وليست صلاة العيد هي الغاية الوحيدة من الخروج للمصلى؛ فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى الحيض بالخروج إلى المصلى لما له من الفوائد العظيمة، وفي طليعتها المردود الكبير في لقاء المسلمين بعضهم بعضا حيث يتاح لكل فرد لقاء كثير من إخوانه خلال فترة زمنية قصيرة، حيث لا تعوضها أيام ولا شهور لزيارتهم منفردين في البيوت، وهنا تتوسع دائرة الصحبة والأخوة إلى نطاق المدينة كما تتواسع دائرة التوجيه الفكري لتوحيد التصورات والأحاسيس والمشاعر والأحكام والأفكار والحلول في عقولهم ويرتع الصغار بمرحهم وفرحهم لتنطبع في نفوسهم وأفكارهم ذكريات العيد المرتبطة بعبادة الله والتآخي والتحابب بين عباده الصالحين.

وقد أهمل كثير من المسلمين هذا الخير الكبير في هذا التحشد العظيم عندما تقوقعوا في صلاة العيدين في المساجد التي لم يصل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهناك الآخرون الذين أعرضوا عن الصلاة بالكلية سواء في المصلى أو المساجد، وقصدوا القبور وأحجارها عوضا عن التوجه لطاعة الله، ثم يأتي اللقاء الدولي العظيم للمسلمين مرة على الأقل في العمر في عرفات للمستطيعين ماديا وصحيا وأمنيا وشرعيا.

والاستطاعة الشرعية تشمل دراسة الحج وفهم مناسكه لتأدية هذه العبادة بالشكل الصحيح كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين بقوله وفعله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015