وعندما كانت الأم تقدم أولادها شهداء لرفع كلمة الله عاليا، وتحمد الله على استشهادهم كانت أمتنا خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله، وتنصر بالرعب مسيرة شهر، وعندما تدنى دور الأم اليوم فأصبحت تربي ابنها للدنيا وزينتها وليتنعم فيها دون أي هدف أو رسالة، أصبحت أمتنا تهدد من شرذمة المغضوب عليهم والمفسدين في الأرض، فتخسر مقدساتها وتتمزق شر ممزق، وتصبح فريسة سهلة المنال لأعدائها الطامعين، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: إنكم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت (?)».
وهكذا حدث ما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي لا ينطبق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وذلك عندما أصبحت الأم تنشئ أولادها على حب الدنيا وكراهية الموت.
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (?).
وهناك لقاء أسبوعي يتمثل في صلاة الجمعة حيث تنتقل عدة أحياء إلى المسجد الجامع لتوسع دائرة التعارف والتحابب والتآخي في الله إلى دائرة أوسع وأشمل، وتضيف إليها توجيها واحدا يجعل تكراره وسيلة لتوحيد الأفكار والعلم والثقافة والتصورات الذهنية بين المسلمين، وهذا عامل هام في توحيدهم، فالصورة الذهنية الواحدة وحلولها الصحيحة في أذهان المسلمين تنبثق في المستقبل تطبيقا موحدا في واقع الحياة.
تبقى اللقاءات اليومية والأسبوعية بين صفوف الرجال دون النساء، وعندما تتصعد الصحبة والأخوة بين الرجال نصف المجتمع يضاف النصف