عبد المطلب، وسمي بمحمد - صلى الله عليه وسلم -.
ويقول في كتاب آخر: (وتحل الحقيقة المحمدية وتتجلى في متبع كامل. . . وقد مضى مئات من الأفراد تحققت فيهم الحقيقة المحمدية، وكانوا يسمون عند الله عن طريق الظل محمدا وأحمد).
بل جاء في كلامه ما يصرح بتفوقه على النبي - صلى الله عليه وسلم؛ لأنه يعتقد أن روحانية النبي - صلى الله عليه وسلم - " إنما تجلت في عصره بصفات إجمالية، ولم تكن الروحانيات قد بلغت غايتها وأوجها بعد ذلك (العهد القاصر)، بل كانت الخطوة الأولى في سبيل ارتقائها وكمالها. وتجلت هذه الروحانية في القرن العشرين في شخص غلام أحمد في أبهى حللها وأرقى مظاهرها ".
ومن إلهاماته في هذه الصدد ادعاؤه بأنه عين النبي (من فرق بيني وبين المصطفى فما عرفني وما رأى)، ثم يدعي أن الله كان يخاطبه قائلا: (اسمع ولدي)، (يا قمر يا شمس، أنت مني وأنا منك ظهورك ظهوري).
وهكذا تجد كل منتحل للنبوة من القاديانيين والبهائيين وغيرهم قد استمدوا أفكارهم تلك من الباطنية التي جمعت بمرور الزمن خليطا من الفكر الغنوصي والمجوسي واليهودي واليوناني، ولما كان فكر الباطنية غريبا عن فكر المسلمين، لم يلق قبولا إلا في أماكن معينة، وبفعل ظروف تاريخية خاصة مما دفع بالباطنيين إلى الظهور حينا والاستتار حينا آخر، وهي في فترات استتارها تظهر على الناس بأسماء مختلفة مثل القاديانية والبهائية، وإن كانتا هما وغيرهما تمتاج جميعها من مورد باطني واحد.
وبعد:
فإنه يمكننا من خلال الرؤية التاريخية والفكرية التي قدمناها لرسالة الحرمين الشريفين الخالدة أن نتبصر أهمية الدور الذي يمكن أن يؤديه خادم