مجله الاستاذ (صفحة 924)

والتاريخ والإنشاء والعروض والقوافي وغيرها من العلوم النقلية والعقلية التي لابد للعالم الشرعي منها والهمة مبذولة في تحسين طرق التدريس وترتيب حال الطلبة من أفضل الفضلاء شيخ لإسلام العلامة صاحب السماحة والفضيلة الشيخ محمد الأنبابي الذي وجه كل عنايته في تنظيم هذا المسجد المبارك وقد علمنا أن ديوان لأوقاف المشمول بنظارة الحضرة الخديوية الفخيمة ساع في ترتيبه مساعدة لحضرة شيخ الإسلام على هذه الخدمة الجليلة فأملنا من هذا الديوان معرفة استقلال هذا الجامع واحترام شيخه وعدم إدخاله في الملحقات التي تصيره فرعاً وهو أصل لا يصح أن يلحق بغيره استتباعاً فإن تقلبات الأحوال حذرتنا من التهاون في مثل هذا الاستتباع لاختلاف العمال الموردين على إدارة الأوقاف ولا ينجي الأزهر الشريف من تلاعب الأفكار به إلا استقلاله تحت إدارة شيخ شيوخه وأولى أن يكون التفات الأوقاف نحو صرف المستحق له فإنه يوجد نحو الثلاثين من العلماء الذين تم امتحانهم لا راتب لهم والبعض من السابقين راتبه لا يقوم بمعاشه مع انقطاعه للتدريس فحبذا لو كان توجيه عناية أوقاف لهذه الوجهة وسنعود لهذا الموضوع بعبارة أوسع وأعم. أما جامع الزيتونة فحكمه حك الأزهر ولكننا علمنا من جرائد تونس أنه حجر على طلبته إعطاء الشهادة إلا لمن يمتحن في الرياضيات والطبيعيات وهذه علوم لا تقرأ فيه ولا يعول عليها علماء الشريعة فكيف يكلف الإنسان بأداء ما لم يره ولا يقول به وأملنا في الدولة الفرنساوية أن تسعى في راحة إخواننا التونسيين وتتركهم وما اعتادوا عليه في مسجدهم الشرعي الذي لا يتعرض للسياسيات فإن إلزام أهله بتدريس هذه العلوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015