مجله الاستاذ (صفحة 917)

المهذبين ولهم حسن تصرف في أعمالهم وتأدب في معاشرة الناس ومعاملتهم ويندر أن يفتري أحدهم على أحد شيئاً ولهذا كانت تقاريرهم مصدقة من غير طلب دليل عليها فمعاملة بولييسنا بهذه المنقبة مجاراة لأوروبا مع فساد أخلاق معظمهم تخليط في العمل وتشويش للأفكار وعلى كل فإن هذا لم يؤثر في حرية الأفكار والمجامع تأثيراً سيئاً. ومن محاسن الإنكليز إطلاق حرية المطبوعات إطلاقاً كاد أن لا يدخلها تحت نظام فإننا نرى بعض الجرائد تتعرض لمسند الخلافة العظمة ورجالها الفخام وتلحق ذلك بالأمراء المصريين والحكام الوطنيين ولا تؤاخذ بقول ولا تنذر على خروج عن حد وحبذا لو سدّ رجال إنكلترة آذانهم عن سعاية الشحاذين وأكاذيبهم وتركت المصري مع غيره يتبادل المناظرة والدفاع تصريحاً لا تلويحاً لنرى أي الفريقين أحق بلازجر ومع ما فيه من بعض التضييق على المصري في بعض شؤون التحرير فإن الحرية التي نالها تكفيه الآن مع ما يلاقيه في جانبها من سعاية المكذبين ووشاية النازحين خلف ما يسكت عصافير بطونهم من لقمة يغمسونها في قذر الكذب ويلو كونها على أضراس النفاق ليسهل نزولها في معدة الشره والدناءة. نعم أن هناك حرية مدنية ينفر منها البهيم وهي حرية أغراض النساء فإنها لا توافق عوائد أهل الشرق ولا أديانهم فقد أتفق المسلمون والنصارى واليهود والمجوس على الغيرة على الناس وصيانتهن وأجمعوا على تحريم الزنا وقبحه فإطلاق الحرية في هذا الباب مذمومة لا تحمد الحكومة عليها وأقبح من إطلاقها الكشف على البغايا بمعرفة أطباء الحكومة ليصلحن للزنا وما سمعنا بمثل هذا في الجاهلية الأولى فإنه توسع محذور وانتهاك لحرمات تجب على الحكومة المحافظة عليها. وبالجملة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015