مجله الاستاذ (صفحة 916)

المصريين بأنه لا يصلحون لعمل ولا يحسنون التصرُّف في الأمور فإن الخلط والخبط الذي وقعت فيه البلاد مدة العشر سنين أكبر دليل على أن الإصلاح موقوف على تسليم الأعمال إلى الوطنيين. ولا يقال أن الأعمال كانت في أيدي الوطنيين كل هذا المدة فإنا نقول أن الوطنيين مقيدون بالنظامات والمنشورات التي تلزمهم الإنكليز بالعمل بها فكل خلل نشأ في إدارتهم فإنما نشأ من المنشورات والتراتيب الأجنبية والحال أكبر شاهد. نعم أننا لا ننكر أن لإنكلترة محاسن أظهرتها في البلاد منها حرية الأفكار والمجامع بحيث يتمكن كل ذي لهجة من إبداء آرائه والمحادثة مع إخوانه في بيته وفي القهوة والطريق من غير حجر وإن كل مع هذا الإطلاق بعض تجسس بواسطة البوليس السري ولكن هذا لا يضر بحرية الأفكار ما دامت في غير تهييج أو تعصب ديني أو حث على فتنة وكل أمة لابد وأن يقف حاكمها على خفاياها بواسطة أناس يختارهم لذلك حفظاً للأمن والنظام نعم أن معظم رجال البوليس السري عندنا أغبياء كذبة إذا رأى أحدهم أنه مشى يوماً ولم يعثر على خبر ينقله افترى على رجل فرية

يثبت بها عملاً لنفسه فكثيراً ما علمنا أنهم أخبروا بأخبار مختلفة وذلك بسبب جهلهم وسوء أخلاقهم. ولا يقال أنهم وطنيون فكيف تذمهم فإننا نقول أن غالبهم رعاع فإن وظيفة التجسس عند الشرقيين أقبح الوظائف ولا يرضى بها إلا أرذل الناس وأوقحهم فلذا يندر أن يكون فيهم مهذب خصوصاً إذا علم أحدهم أن رئيسه يحب أن يقف على عثرة لفلان فإنه يكتب عنه تقارير مفتراة أرضاءً لرئيسه وتنفيذ لآرائه. على أن رجال البوليس في أوروبا منتقون من الناس المؤدبين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015