مجله الاستاذ (صفحة 915)

الأمتين المصرية والإنكليزية بتقبيحها الحسن وتحسينها القبيح تعصباً للتطفل وتغرضاً للشحاذة فخدمت المصريين أكثر من خدمتها الإنكليز ولك بغير قصد منها شأن الأحمق يريد أن ينفع صاحبه فيضره ولا نلبث أن نرى الإنكليز تنبهوا لما جلبته عليهم من ضياع أتعابهم وعكس

آمالهم ينفروا منها نفور المصري بل أشد. ولا يغرنك ما قدمته من أن بعض الحكام كان يساعد بعض الجرائد فإن ذلك كان في فترة قبل العصر العباسي كانت فيه الحكومة شبيهة بالفوضى فكل مأمور مستقل بأعماله مستبد على محكوميه. وليس ذلك لقصد أو بأمر من صاحب العطوفة مصطفى فهمي باشا فإننا ننزه وطنيته عن ذلك وإنما تكاثرت عليه الآراء وتعدّدت الأيدي العاملة وفترت همم أعضاء وزارته فأصبح وحيداً لا يقوى على دفع تلك السيول المندفعة على حد قول القائل.

تكاثرت الظباء على خراش=فما يدري خراش ما يصيد

وقد ذهب أمس بما فيه وجاء اليوم يطالبنا بسد الخلل ودرء المفاسد وكل إنسان حر في ماله وأعماله الخاصة به فلا إلزام ولا إرغام وإن مسموعكم مجرد إيهام من قوم لا يستطيعون أن يظهروا أمام الحكومة بشيء من هذا ولا يستطيع أحدهم أن ينسب عمله أو يسند ظهره إلى إنكليزي معين فإنه يكذبه في الحال فإن انكلترة جرّبت الأجنبي في القول والفعل فلم تنجح فعادت إلى الوطني تستعين به على الإصلاح المأمول لها فإنه أدرى ببلاده وأعرف بأخلاق إخوانه وأعلم بما يصلح شؤُنهم ولو فوّضت إليه الأمر تفويض إطلاق لرأت من همم الوطنيين ما يبهرها ويكذب كل دعوى ادعاها بغيض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015