وامتد باعه في العقليات فأصبح أمة واحده بين ذوي الفضل وهذا الذي دعا مولانا الخليفة الأعظم لاستدعائه وإدخاله في لفيف العلماء الخاص بمجلسه العالي فقد أهلته المعارف والتجارب والمخالطة العامة لمسامرة الملوك والنظر في السياسيات العالية وهذا كله من فضل السيد الأعظم حفظه الله تعالى. ومن محاسنه أيده الله تعالى بسط الأمن في جميع أنحاء المملكة وسهره في تطلع أخبار الأمم والنظر في شؤُون دولته ومشاركة الوزراء والأمراء في جميع الأعمال السياسية والقضائية والإدارية وبحثه في التجارة والزراعة وما به تتقدم البلاد حضارة وخصباً وعمارية وسنعود لهذا الموضوع بتفصيل أعمال لا علم لإخواننا المصريين بها ليقفوا على مكارم هذا الخليفة المفخم وفضائله التي أمتز بها بين بني عثمان بل بين الملوك والسلاطين خلد الله ملكه وقوى شوكته وجعله ملجأ القاصدين.
عند تشريف الجناب العالي ثغر إسكندرية المأنوس تسابق أُدباؤُه بتقديم القصائد البديعية فرحاً بطلعة أميرهم المحبوب فمن ذلك قصيدة غراء لفرع شجرة العز الذكي إبراهيم بك العرب حفيد المرحوم مصطفى باشا العرب قال منها:
ثغر تبسم عن سنا العباس ... فروى محاسن في بني العباس
ولا حديث الشكر وهو مفاخر ... عن شعر حسان وفكر إياس
فاقرأ مدائح من به المدح اكتسى ... ثوب البهاء وحلة الإيناس
فالقول يحسن في عزيز مدحه ... فرض يقدمه جميع الناس