مجله الاستاذ (صفحة 871)

لحكومته السنية من مسلم ومسيحي وإسرائيلي لا يفرق بين تابع وتابع وقد رفع بهذا القانون وترتيب المحاكم يد الاستبداد عن العباد فأصبح كل تابع للدولة حرّاً في عمله ممتعاً بحقوقه وهذا الذي غرس محبته في قلوب رعاياه مع اختلاف الجنس والدين. وما يتشدق به بعض المنافقين فإنما هو أداءٌ لما استؤجروا له من المفتريات والأكاذيب لإيغار الصدور وإثارة الفتن. ومن محاسنه تقريبه العلماء من مجلسه العالي استجلاباً لخواطرهم واستعانة بأفكارهم وفتاويهم وقد انتقى لهذا المجلس كل عالم محقق

وصالح تقي وشريف نقي كصاحب السماحة والفضيلة والسيادة السيد أبي الهدى الشريف الحسيني الصيادي فإنه من أفضل الفضلاء الذين حازوا فضيلة العلم والسياسة بما له من حسن الاستعداد وقوة الإدراك وسعة الإطلاع وغزارة مواد الأدب وصدق الفراسة وقد وقف حياته الطيبة على خدمة سلطانه الأعظم ودولته العلية موشحاً سعيه الجليل بالمحافظة على الشريعة الغراء وإحياء السنة ومساعدة الضعفاء والسعي لذوي الحاجات على اختلاف طبقاتهم وأديانهم حتى استحق المنزلة التي أنزله فيها مولانا أمير المؤمنين لما رأه من إخلاصه وعلو مقامه وصحة نسبه وكثرة فضله فأصبح ممدوحاً بالسنة الأهلين والأجانب لا يؤثر في علو رتبته ولا يحط من مقامه شيء لما له من المكانة العظمة عند جميع الناس ولطهارته من دنس الذاتيات ووضر الضرر وتجمله بمكارم الأخلاق وأحاسن الصفات. ومثل السيد جمال الدين الأفغاني الشهير الغني عن التعريف فإنه رجل جرب الأمور وساح الأقطار وخالط الأمم وداخل السياسيين ودرس التاريخ الحاضر والماضي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015