مجله الاستاذ (صفحة 870)

والنمو عرف قدر هذا السلطان المؤيد بالعناية الربانية ووقف على بعض ما له من المكارم والمناقب الحميدة فقد تعلقت إرادته السنية بجعل التعليم إجبارياً في جميع بلاده وفتح في كل بلد وقرية مكاتب ابتدائية تعلم الخط والحساب والقرآن الشريف والفقه والتوحيد وشدد في إقامة شعائر الدين من الصلاة والصوم بحيث تجبر التلامذة على أداء الفرائض وبهذا السعي الحميد لا يمضي على بلاده العامرة قليل من الزمن حتى تقطع منها عروق الأمية وتنتشر المعارف في جميع أنحائها وتنهض الأمة أمام الأمم نهضة الباحث عن مجده المجاري لأمثاله المحافظ على سلطانه القائم بخدمة وطنه وهذا سعي ما مشى فيه أحد قبله من الخلفاء فقد علم حفظه الله تعالى أن لا قوّة إلا بالعلم ولا نمو للأمة إلا بمعارفها ولا تقدم للتجارة والزراعة إلا بالعلماء فجعل وجهته الشريفة تعميم المعارف بالتعليم الإلزامي توصلاً لسعادة الأمة. ومن محاسنه سعيه في عماية كثير من الأقطار الطيبة التربة الخالية من السكان بإعطائها لأُناس من الجركس والعرب والكرد ماداً يد المساعد بإعطاء ما يلزم من الآلات والماشية وجعل ذلك ديناً يفيه المدين عند ثروته بأن يعطي خمس محصوله ليخصم من دينه وكذلك أعطى أراضيه الواسعة للفلاحين على أن يأخذ منهم خمس المحصول في مقابلة الإيجار وما يأخذونه من النقود إعانة لهم وبهذا عمر كثيراً من الأودية والأقاليم التي كانت جنة وأقفرها الإهمال كمعمورة العزيز والبلقا والكرك وتخوم حوران وبامتداد هذه العمارية لا نلبث أن نرى البلاد العثمانية نامية بالغة من العمران أحسن ما يرجى. ومن محاسنه فتح المجالس والمحاكم والتسوية بين رعاياه في تنفيذ القانون في كل خاضع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015