وردت لنا هذه القصيدة الغراء على لسان نهر النيل المبارك من إنشاد الألمعي الفاضل الشيخ طه محمود الدمياطي من مصححي المطبعة الميرية ولرقتها وتشخيص حالة النيليين بلسان الوعظ والنصيحة نشرناها برمتها قال حفظه الله تعالى
يا قوم ادُّوا لنهر النيل ما وجبا ... ألم ترَوا كلّ قلب نحوهُ وجبا
ألم تروا كلّ عين نحوه طمحت ... كأنه الشمس للعباد مرتقبا
مالي أراكم نياماً عنه وهو لكم ... مستيقظ في هواكم يسرع الطلبا
كم قام فيكم خطيباً لا يشق له ... عند البيان غبارا أفصحُ الخطبا
يقول يا أيها الناس اسمعوا عظة ... من مشفق قد حباكم خيره وجبى
يا هؤُلاء اقتدوا بين إنَّ لي شيماً ... بيضا بها قد تحلى السادة النجبا
أخلاق صدق عليها قد جبلتُ ولم ... أجد لها بينكم صهراً ولا نسبا
لم أستفدها بتعليم ولا كتب ... وكم حمار رأينا يحمل الكتبا
ألستُ يا قوم قد لبيت دعوتكم ... يوم الكريهة أجلو عنكم الكربا
ومن مكان بعيد قد سعيت لكم ... سعى الرؤُم التي لا تشتكي تعبا
كم جبت قفراً إلى مرضاتكم عجلا ... وهمت في كل وادٍ لأن أو صلبا
وكل دار أواسيها وأضحكها ... فهل سمعتم بمثلي مضحكا دعبا
سيّان عندي في محض الوداد أخو ... قرب وبعد ومن أثرى ومن تربا
وكم أروح وأغدو سائلاً لكم ... أعطى الجزيل وأحبوكم مزيد حبا
فأكرموا السائل المعطي فما حسنٌ ... أن تنهروا سائلاً نلتم به الإربا
ألست نيلا وفي قلبي لعيشكم ... لين غدوت به أُما لكم وأبا