الناس كالكواكب من جانبي الطريق والسطوح والبلكونات ممتلئة بالستات المتفرجات على هذا المنظر البهج والاحتفال البديع والزينة ممتدة إلى سراي رأس التين ولم يبق في الثغر وطني ولا مستوطن إلا وقد وقف لاستقبال هذا السيد الذي اتخذ له في القلوب مركزاً لم يحل فيه غيره ولله در أعيان إسكندرية وذواتها الذين جعلوا الثغر باسماً بالأنوار والأعلام وتفننوا في صنوف الزينة تفنناً صير بلدهم العامر المحروس كأنه بيت عروس أعد للزفاف وهذه المظاهر العجيبة والتظاهر الحبي الأدبي من الأهلين والأجانب أكبر دليل على رضا المجموع عن أعمال الحضرة الخديوية وحبهم لاستقلاله بإدارة أعمال بلاده بواسطة رجاله المصريين الأمناء وليس للمجموع إلا هذه الوجهة العزيزة وأما دعوى تعلق الأهلين بالوجهة الأُخرى فدعوى لا حقيقة لها بل لا وجود لها إلا في عالم خيال ذوي الأطماع فنهنيءُ إخواننا الوطنيين بما نالوه من شرف المشاهدة وما أظهروا من أدلة صدق الوطنية وبراهين الإخلاص في التابعية والولاء ونشكر المستوطنين على ما أبدوه من مشاركتنا في هذه الشعائر الإنسانية وإظهار علامات الحب والوداد للذات الخديوية الفخيمة ولو أردنا بسط مجريات هذا السفر الحميد لاحتجنا على مجلد نستوفي فيه شرح الاحتفالات وما كان فيها ولكننا اكتفينا بهذا الملخص لضيق العبارة وكثرة أسماء من يجب علينا ذكرهم وبيان ما قاموا به من الزين من أمراء البلاد ووجهائها وأعيانها والله تعالى يحفظ لنا هذه الذات الفخيمة ويديم لمولانا الخديوي العز والإجلال مؤيداً بالعناية الربانيّة والرعاية الصمدانية أمين.