وحرصاً على بقاء الألفة مبتادلة بين المسلمين وبين وطنييهم ونزلائهم يشهد بذلك كل مسيحي سكن البلاد الإسلامية وتمتع فيها بما يحب ويرضى فهذه طائفة الأقباط في مصر وغيرهم من النصارى في الشام والعراق وبلاد العرب ومراكش وتونس وأرمينية وكريد وغيرها من الجزائر والقارات التي اختلط فيها النصارى بالمسلمين توطناً واستعماراً واتجاراً كلهم ممتعون بالحرية التامة التي لا توجد في أوروبا صاحبة الدعاوي العريضة ولاسيما مصر محل الاعتراض المدعى عليها بالبهتان فإنها عبارة عن مجتمع إنساني جمع جميع الأصناف والأديان واللغات والدول وقد قضى أهلها عصوراً وهم على أحسن ما يكون من معاملة الأجانب فضلاً عن الوطنيين وقد
عاب يوحنا الأقباط ونصارى أوروبا بعدم تعرضهم لتنصير المسلمين مع أنهم ما فعلوا إلا واجبات الإنسانية ولوازم المدنية ومقابلة الجميل بمثله فنحن نقول ليوحنا وأرباب جمعيان الدين المتعصبين قد تعودنا على مخالطة الناس ومعاشرة أهل الأديان على ما هم عليه من ألف وثلثمائة سنة فلا نغير سيرنا ولا نتخلق بأخلاق المتعصبين ولا نكدر صفو الراحة العامة بمثل هذا التعصب الفظيع فإن كل مسلم ممنوع من التعصب بقول الله تعالى: {لا إكراه في الدين} وإذا قابل المخلفين له هش وبش وقال {لكم دينكم ولي دين} فإن عارضه متصعب أجنبي ذكر له أعمال الجمعيات البروتستانتية وغيرها وقال له هذا عندكم فما مقابله عندنا.