المصري العلمي عند دخوله جنيفيا الطربوش منع من الدخول حتى يلبس البرنيطة أسمع مثل هذا التعصب الذميم في بلاد المسلمين ويوحنا هوري يقول في رسالته المتقدة أن جمعية التبشير للمسلمين تأسست في إنكلترة سنة 1861 لتنصير المسلمين بالهند وغيره فهل سمع أن مسلماً سعى في إسلام إنكليزي وهل يبعد عمل هذه الجمعية تمدناً وعدم تعرض المسلمين لغيرهم تعصباً. وإذا تنصر معتوه من المسلمين يؤخذ إلى قبرص أو غيرها خوفاً عليه من تعدي المسلمين ولا يتعرض له أحد وإذا أراد نصراني أن يسلم استحضر رئيسه الديني في ديوان الحكومة العثمانية وسئل عن سبب إسلامه وإذن لرئيسه أن يختلي به برهة فهل هذا هو التعصب الموجود في بلاد الدولة العثمانية كما يقول البروتستانت وغيرهم من المستأجرين لإشاعة الأكاذيب. وإذا علم المفترون أن النصارى ابتدأوا بالطعن في الدين الإسلامي والسعي في تنصير رجاله من القرن الثامن أي من عهد ألف سنة كما قال يوحنا والمسلمون باقون على سكونهم ومعاشرتهم جميع طوائف العالم بالألفة والتساوي في الأعمال والسكنى تاركين كل إنسان وما يريد من العبادة والأديان أفلا يخجلون من تكذيب العالم لهم وقد أسودت وجوههم وكلحت وهم لا يرتدعون كأنهم خلقوا للدعاوي الباطلة. ومهما يكن عندهم وعند غيرهم من التعصب فإن المسلمين لا يغرون طريقتهم التي جبلوا عليها ويلزمهم الدين الإسلامي بالأخذ بها وهي معاملة كل وطني ومستوطن في بلادهم بالحسنى وعدم التعرض لمغايريهم في الدين ولا في الكنائس ولا في العوائد إذ كل معامل لهم ومساكنٍ له ما لهم وعليه ما عليهم وقد أعرض العلماء عن تهييج الأفكار بمثل كتابة القسوس حفظاً للنظام العام