دينه لابد وأن يكون على مذهب الأرثوذكس. ثم أنه لصالح الدين النصراني يلزم أن نأمل المسلمين معاملتهم لنا فإنهم أحسن الناس أخلاقاً وألينهم جانباً فأين هذا الكلام الصدق من الأكاذيب التي تنشر عن المسلمين في جرائد انكلترة وغيرها وكيف يحصل التعصب المكذوب علينا ونحن بين يدي أمير يحب الهدوء والسلام ولا يرضى لرعيته غير ائتلافهم مع سكان بلاده من أي جنس كانوا وبأي دين دانوا فهو يفتخر بكونه يسوس أمة هينة لينة تعاشر الناس على ما هم عليه وتعرف لكل إنسان حقه ولا يوجد عندها ما يوجد في أوروبا من هذا التعصب الذميم. وكأني بمغفل يقول لا ينبغي ترجمة مثل هذه الكتب ونشرها فإنها تؤثر في النفوس فنقول له كان الأولى عدم تأليفها ونشرها بين سكان الكرة أما وقد طبعت ونشرت بين المسلمين والنصارى واليهود والمجوس وغيرهم فلم يبق هناك محذور في ترجمتها خصوصاً وإن أمة البروتستانت ترمينا بالتعصب وتشيع ذلك عنا في أوروبا على ألسنة جرائدها وأجراؤها عندنا يتمدحون بتساهلها وعدم تعصبها ويرمون الشرقيين بالتعصب الدينين وما يريدون إلا المسلمين فإظهاراً لحقائق التعصب وجهات وجود التزمنا نشر هذا الفصل إلجاماً لمن يفترون علينا الأكاذيب وردعاً لمن يطيلون ألسنتهم بذم الشرقيين ونسبتهم للتعصب القبيح. وقد فات المؤلف طريقة الأمريكان والجزويت والفرير الملتزمة في المدارس حيث يعلمون أبناء المسلمين وبناتهم عقائدهم ويلزمونهم بصلواتهم وحفظ الكلمات الإنجيلية المتعبد بتلاوتها وقد تعددت مدارسهم في بلاد المسلمين شرقاً وغرباً ولم يسمع أن أحداً تعرض لهم بسوء أو منعهم من إجراء عوائدهم الدينية مع أن أحد أعضاء الوفد