يصنع هؤلاء في بلاد المسلمين وأبنائهم تالله أنهم لا يجدون لهذا السؤال جواباً سوى قولهم إننا مفترون عليكم لنستهيج أفكار أوروبا ضدكم فيحل لنا ما يحرمه الهدوء والسكون. ومع ذلك فإننا معاشر المصريين نفتخر بحسن معاملتنا كل من سكن بلادنا وبأنصاف مواطنينا ومقاسمتهم الوظائف والأعمال والسكنى والزراعة وعدم تعرضنا لدين من الأديان بالتقبيح والقدح كما يفتخر المسلمون جميعاً بأنهم أدركوا فضيلة ما أدركتها أوروبا وهي رعايتهم حقوق الأمم وتركهم كل ذي دين ودينه وهذه فضيلة سلبتها القسوس من جميع أنحاء أوروبا وغرست مكانها التعصب الذميم والاعتداء الفظيع يشهد بذلك قول القسيس سيروس هملن وقد أقام مدة طويلة في بلاد المسلمين بصفة مبشر أمريكاني فإنه خطب خبطة في مدينة بوسطن من أمريكا المتحدة في أكتوبر سنة 1876 قال فيها أن موظفي حكومة الترك رجال قلوبهم سليمة ميالة للخير وكل مضادة أضرت
بالإرساليات البروتستانتية في بلاد الترك فإنها نتجت من قسوس النصارى وجمعياتهم ومن الكنائس المضادة للبروتستانت أما المسلمون فإنهم فطروا على عدم معارضة أحد في دينه خصوصاً وأن قرأنهم يمنعهم من التعرض لأهل الكتاب وبناءً على هذا تأسست عندهم الحرية التامة لكل الطوائف النصرانية ولليهود ثم أننا نجد رقاً كبيراً بين الترك والموسكوف فإنك في تركية ترى الطوائف النصرانية وغيرها ممتعة بالحرية التامة في الكنائس والمدارس حتى تراهم مجتهدين في جذب أناس لدينهم من المسلمين ولكنك في بلاد الموسكوف لا ترى مسكوفياً يترك الكنيسة الوطنية فإنه أن تركها عوقب أشد العقاب حتى أن الوثنيين والتتار المسلمين لو فرض وأراد واحد منهم ترك