المترادفات وإن كثرت في لغتنا العربية فإن لكل لفظ مترادف معنى قائماً بنفسه لو استبدل بغيره أفاد غير إفادته فالبتك غير القطع وإن كان مرادفاً له والزنهرة غير تشديد النظر كما أن الشيء الفذ لا يعبر عنه بالفرد إلا من وجه التقريب والتساهل فهو أحق بالشكر على اختيار الألفاظ ألحقة محافظة على صحيح اللغة وحرصاً على تأدية المعنى بالكلام الموضوع له عند العرب.
أما ما كان من أمر الرسول الذي أعلن حبيبة الأمير لما أراد الشروع في قتلها بأن في نفسه حاجة منها فإني لا أصادق على أن ذلك لا يستحسن في رواية أدبية يطالعها الرجال والنساء فإن المؤلف اقترح هذه العبارة لتعليم النساء العفة والطهارة لأن الفتاة لما فوتحت بهذا الكلام وتحققت أن لابد من التسليم بعرضها أو الموت قالت الموت الموت ولا أضاعة الشرف ولا يخفى ما في هذا العزم من الشهامة وتفضيل العفاف على كل أمر دنيوي وهو من أجل محاسن الرواية وأبدع ما جاء فيها على لسان الآداب.
ومجمل القول أن الرواية توجب لصاحبها الشكر الجزيل والثناء الجميل إذ هي أقرب واسهل نوالاً من سائر أصناف التأليف في هذا الباب والله الهادي إلى ما به الصواب والسلام.
سليم. ب. با.
ورد لنا هذا التقرير من جمعية العروة الوثقى بإسكندرية ونصه
لما كانت جمعيتنا (العروة الوثقى) قد أخذت على نفسها خدمة الوطن العزيز بقدر إمكانها ورأت احتياج كثير من أبنائه إلى التعليم وأن منهم من نسي أو كاد لينسى في مدارس النزلاء عادات بلاده وسنة آبائه وأجداده فأخذ ما علم وترك ما لم يتعلم نهضت وأعلنها الله فافتتحت مدرسة