والده وآله وظل مصراً على القول باله هو القاتل حتى علم الحاكم السر من خطاب وجهه الأمير لحبيبته ومنها أيضاً سلوك الأمير وإحسانه المعاملة ولين جانبه مع أهله وهو عالم بما أعدوه له من المكاره والمكايد وتدقيقه في واجبات وظيفته وما كان يبثه في الأذهان من الإرشادات والمواعظ وخطبته التي منع بها فتنة عظيمة إذ بين للجمهور مضار التعصب والتشيع وما ينسني عليهما من التأخر والانحطاط وغير ذلك مما ملأ صفحات الرواية بين حكم ومواعظ وإرشادات تتخلل سطور اللهو والعشق والغرام لما مواضع الانتقاد على الرواية فقليلة تكاد لا تذكر لاسيما أنها عديمة التأثير في جوهر القصة بل عرضت في أمور عارضة لأصل الرواية مثل سرعة
فعل السم في خادمة شقيقة الأمير ومعشوقة بعلها وإطالة الخطبة التي ألقاها الأمير إلى حد يوجب الملل حالة كون المقام كان مستوجباً للإيجاز مع اختيار العبارات المؤثرة الفاعلة في النفوس وغير ذلك من دقائق معدودة لا يدركها إلا المدقق لاسيما مع ما في الرواية من محاسن لا تحصى ولا يقدرها حق قدرها إلا العارفون.
وقد عارض بعضهم المؤلف لاختياره الألفاظ اللغوية في تغبيره وأنكر عليه قوله (بتك) في موضع قطع و (زنهر) في موضع شدد النظر و (فذ) في موضع فرد على أنني لا أرى لهذا الاعتراض وجهاً من ذلك لأن المؤلف لم يركن إلى هذه الألفاظ تكلفاً منه بل استعان بصحيح الكلام أولاً لأنه صحيح وثانياً لأنه أكثر بلاغة من غيره وهو صادر منه عن ملكة في حسن الصوغ حتى صح لنا أن نقول أن استعمال غيره لديه يعد من باب التكلف لاسيما أن هذه الألفاظ في موضعها جاءت في محلها لأن