للبنين يدرس فيها بادئ بدئ القرآن الشريف وقواعد الإسلام والتوحيد واللغة العربية توحيداً للكلمة وحفظاً للذات فقد قال القائل العاقل (ضياع اللغة ضياع للذات) ثم فيها تدرس العلوم الرياضية وغيرها التي بها يستقيم نظام المعيشة وتهنأُ الحياة ثم اللغات الأجنبية إذ كان لابد منها نظراً لاختلاط الفريقين وعلماً بالشيء والحمد لله قد تحقق القوم حسن نيتها فاقبلوا بأبنائهم حتى ضاقت بهم فانتقلت إلى مركز أفسح وبلغت بحوله ما لم يبلغه غيرها في سنين معدودة ولكن أحست الجمعية أن البنات أشد احتياجاً للمساعدة من البنين من حيث أن فساد الرجل منحصر في نفسه عائد على شخصه أما فساد المرأة فمتعد إلى من حولها من البنين والبنات فعقدت النية كما عقدت الخناصر على افتتاح مدرسة لهنّ تديرها تحت ملاحظتها سيدة كاملة وطنية يساعدنها كثير من أمهر المعلمات وأصدقهن.
وسيعلم فيها جميع الفنون اليدوية والعلوم الأدبية وبالاختصار كل ما تمس إليه حاجة النساء من دين ودنيا وهذه خدمة ثانية وطنية نقدمها لا رغبة في مال ولا تفاخراً بأعمال والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
تقدم لصاحب السماحة السيد توفيق أفندي البكري تقريران من جماعة وخلفاء الطريقة البكرية يشكون خادم ضريح السيد علي البكري المسمى مصطفى عمر لكونه مهملاً في وظيفته وطلبوا تعيين الأستاذ الفاضل الشيخ مصطفى سلامة بدله لكونه قائماً بخدمة الضريح والأخوان البكري نحو عشرين سنة فصدر أمر المشيخة بذلك فنهيئ البكريين بما نالوه من تولية من يستحق التكلم عليهم كما نثني على سماحة السيد ومجلسه الأسمى أحسن الثناء (عبد الله نديم).