أذكى لظى الشوق في أعشار مهجته ... نسيم معهد ذي وجد بخلته
فبات يطوي إليه مسلكاً وعراً ... أدنى حزونته أقصى سهولته
كأن عبرته حالت بلوعته ... إلى بخار يزجيه بزفرته
تكاد مهجته من فرط ما احترقت ... أن لا تميز من جلباب ليلته
قد غودرت بين صباب العيون وسباب العيون وصب في غوايته
فهي الغريق يلبي من سهلولها ... وهي السليق تلاشى في رمايته
انسان عيني جنى وهو المعذب لا العذب المصطلي حمى جريرته
فليتق الله في تغرير من برئت ... مما تزن به من هجر تهمته
ويل له فاعلاً أصلاً ينم على ... شريكه ويبرأ من جريمته
وهو المضل وينجو من نكايته ... كقاتل بمرامى بندقيته
غيا قضوا أن منه يستدل على ... إجرامها فيزكى في شهادته
إليك عني فقد ورطتها سفها ... في مذهب لست محكوماً بشرعته
ما بين منتصر للحق منقطع ... للصدق متبع أجدى محجته
وسيد القوم يمشي التقدمية في ... تأييده الحق مصحوباً بأمته
مولى العزائم عباس العظائم غراس المكارم محيي فخر ملته
دعها مهللة في الكون معلنة ... حب التفاني على تأييد سلطته
ظنت حوادث هذا الدهر أن لها ... عليه شأناً وخابت عند خبرته
أعضها سيفه في كل مقترح ... بدا وفي نبذه تعزيز سطوته
قد كان أطمعها أطراقه فجرت ... وما درت جهلها مكنون حكمته