ذلك أو نرى الخلل الحاصل بتسليم بعض الأعمال لغير أهلها بل أوروبا بأجمعها تقول بقولنا وترى ما نرى والدليل على ذلك جرائدها الهائجة ضد زيادة الجيش وتظاهر المستوطنين بالفرح أمام الحضرة الخديوية. فإن ترك هذا الطريق وعدل عنه إلى طريق العراقيل والفتن والمشاكل يئسنا من الإصلاح وعلمنا أن انكلترا لا تريد بنا خيراً بعد معاكستها الوزير الذي يرجو كل مصري أن يتم الإصلاح على يديه. وأية فائدة تكتسبها من المصريين إذا عرقلت أعمال وزيرهم رغبة في بقائهم تحت السلطة الأجنبية التي لم تعد عليهم بفائدة وأننا نرجو أن لا تصل بنا هذه الغاية التي تغرس في قلب كل مصري شجرة حقد لا يقلعها قانون ولا يميتها نظام ونحب أن تعاملنا معاملة الاستعطاف والألطاف توثيقاً لعرى المحبة بيننا وبينها فإنها تربح بذلك ربحاً عظيماً وتقاوم بمحبة المصريين لها كل صعوبة تراها فإنهم لا يهمهم إلا إصلاح بلادهم على أيدي رجالهم وبقاء حقوقهم مقدسة وامتيازاتهم مؤيدة وسيادة أمامهم الأعظم سيدنا ومولانا أمير المؤمنين محفوظة مرعية وهذا الذي يملاءهم حباً لانكلترا ويطلق ألسنتهم بالشكر والثناء وهي احكم من أن ترى رغبتهم وتسعى في غيرها تهيجاً للخواطر ضدها والحكيم لا يفعل العبث وهو قادر على فعل الواجب الذي تظهر حكمته في حسن مستقبل مصر.
هذه القصيدة العباسية التي وعدنا بها في العدد الماضي وهي من إنشاء الفاضل محمد توفيق أفندي رفعت القاضي بمحكمة طنطا الأهلية.