هيئة أعلى من الحاكمة عليه ثم إلى أعلى منها وهكذا حتى يقطع درجات المحاكم فإذا انتهى أمره على يد جميع القضاة كان الطعن لا في بعض المصريين بل في كل قاض مصري مسلماً كان أو قبطياً. ولعل القلم جرى بغير إرادة المحرر فإننا نبرئه من كتابة ما هو طعن في نظارة ممتلئة بالأفاضل العدول المنزهين عما يشبن المجد أو يدنس الشرف.
ما هو البرهان الذي رآه سيدنا يوسف حتى عاد عن الهم بامرأة العزيز فقد اختلفت العبارات فيه؟
أحمد ذكي.
بالفشن.
الأستاذ ـ اعلم أن الهم مشترك في اللفظ مختلف في المعنى فإنه منها كان يقصد الفاحشة ومن سيدنا يوسف لدفعها عنه والدليل أن الله تعالى قال قبل ذلك في جانبها وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك فاثبت مراودتها التي تثبت أن همها كان للفاحشة خصوصاً وقد وجدت القرائن من تغليق الأبواب وقولها هيت لك. وقال في جانب الصديق قال معاذ الله أنه ربي أحسن مثواي فشهد عليها بهم الفاحشة وشهد له بالانصراف عنه وعنها فلم يبق إلا أن يقال أن الهم مختلف ولو اتحدا لقال ولقد هما بالفاحشة أو ببعضهما فلما أعاد الهم تحققنا أنه غير الهم الأول فهمت به مراودة وهم بها مدافعة كادت تقضي إلى ضربها ولو فعل لأمرت بقتله ولولا أن رأى برهان ربه وهو النبوة المانعة من ارتكاب الفواحش