ومن أين فهموا تهديد الأمن العام لرأي المرجفون أحداً من المصريين يخاطب أجنبياً أو سورياً بكلمة قبيحة أو حمل عصا بيده خلافاً لعادته أو تعرض لسلب مال أحد أو هتك عرضه أو تجمع فريق من المصريين ضد جماعة من الأجانب أو استخف أحد بحق دولة من الدول أو أهان خادماً لقنصل أو ضرب كلباً لأوروبي وتوقف مدين في دفع دينه لمعامله الأجنبي أوصال فلاح على أوروبي أو سوري متجول في البلاد أو خرج مصري من خدمة أجنبي احتقاراً له أو منعه السكنى في بيته أو هاجر من جواره استخفافاً به أو وقفت تجارة أوروبا بتعصب المصريين أو تحيز المصريون في قهاوي ومجامع غير الأوروبين أو سمع صوت من صغير أو كبير ينادي بالتعصب الديني كما نراه من البروتستانت والفرير وغيرهم أو تطاول أحد لمس حق من حقوق المجالس المختلطة أو امتيازات القناصل أو تعدى مصري على مستخدم أجنبي برفت أو أهانة أو رؤى المصريون يشترون سلاحاً وآلات استعداداً لفتنة يثيرونها أو ما هو الذي ارجف به المرجفون وطنطنت به جرائدهم المهيجة بإيهامها ومفترياتها. لو حصل شيء من ذلك لبادر القناصل بأخبار دولهم ورفعوا التقارير إلى الحضرة الخديوية فإن كل دولة لها تابع في بلادنا أو تجارة تعد شريكة لانكلترا في المصلحة لا تزيد عنها شيئاً فإن طريق الهند الذي كان المصلحة الكبرى لها صار مكفولاً بالدول محمولاً على عواتق غير مصر فلم يبق إلا المحافظة على الإتباع
والتجارة أسوة الدول الأوروبية. فبقاء المصريين على مخالطة الأوروبيين ومعاملتهم التي تعودوا عليها ومساكنتهم