العدد 24 - بتاريخ: 31 - 1 - 1893
كثرت الأقاويل وجاهر الأجراء أضداد المصريين بقولهم أن الأمن العام مهدد أو كان مهدداً وهو قول لا يقوله إلا من يسؤه انتظام أحوال المصريين ومساواتهم للأمم في الأعمال المدنية والمحافظة على سلطة حاكمهم الأفخر وسلطانهم الأكبر فإن المسألة الأخيرة التي عدت تظاهراً وتهديداً وهرجاً ومرجاً وذهبت فيها أقوال المرجفين كل مذهب مسألة بسيطة جداً أولها وآخرها إقالة الحضرة الخديوية لوزير واستبداله بأخر لا تزيد على ذلك شيئاً ولا ينطوي تحتها أكثر من تصرف أمير بحقوقه المجمع عليها من دول أوروبا. فإن قيل أن حضور العدد الكثير من الأمة لباب أميرهم زائرين ومهنئين باسترجاعه حقوقاً كان قد أضاعها التهاون والخمول هو التظاهر الذي هدد الأمن العام. قلنا يلزم على ذلك أن يعد كل من الاحتفال بتذكار مولده وولايته والعيدين تظاهراً فإنه عبارة عن وفود الأمة على الخديوي مهنئين بأمر يستحق التهنئة كهذا الذي حصل أخيراً.